التحول إلى التقييم القائم على المهارات

من المشكلات المزمنة في نظم التعليم التقليدية أن التعليم والتقييم يركزان على المحتوى المعرفي، على المعلومات واسترجاعها. يمثل هذا مشكلة كبيرة لمستقبل الطالب لأن العمل والحياة لا يعتمدان على المعرفة بقدر ما يعتمدان على المهارات بأنواعها المعرفية والنفسية والاجتماعية.

ومن ثم فإن التركيز على تعليم وتقييم المهارات ليس ترفا وإنما شرط للحصول على منتج متميز من عملية التعليم، منتج قادر على المشاركة الفاعلة في العمل وفي المجتمع.

يتطلب تقييم المهارات تحديد مكوناتها ثم بناء مقاييس كفاءة قادرة على قياس اكتساب الطلاب للمهارة ومستواهم فيها.

تطوير مقاييس الكفاءة: تبني مقاييس الكفاءة بناءً على المهارات الأساسية يمكن أن يقدم صورة أوضح عن مستوى إتقان الطلاب. على سبيل المثال، طوّر مدرسو العلوم مقاييس كفاءة تستند إلى ممارسات العلوم والهندسة (SEPs) من الرابطة الوطنية لتدريس العلوم، مما يساعد في تحديد المعايير بوضوح وتقييم إتقان الطلاب بناءً على تلك المعايير (National Research Council, 2012).

أمثلة على مقاييس الكفاءة:

1. مقياس كفاءة تحليل وتفسير البيانات:

فيما يلي مقياس يصف أداء الطالب والدرجة التي يستحقها عن كل أداء.

    4:          بالإضافة إلى الكفاءة، يمكنني إجراء اتصالات مع سياقات غير مألوفة أو مفاهيم علمية ذات صلة.

    3:           أستطيع تحليل وتفسير البيانات باستخدام كافة معايير النجاح في سياقات مألوفة.

    2:          أستطيع تحليل وتفسير البيانات باستخدام بعض معايير النجاح.

    1:          أحاول تحليل البيانات وتفسيرها بدعم من المعلم.

2. مقياس كفاءة للحصول على المعلومات وتقييمها وتوصيلها:

فيما يلي مقياس يصف أداء الطالب والدرجة التي يستحقها عن كل أداء.

    4:          بالإضافة إلى الكفاءة، يمكنني إجراء اتصالات مع سياقات غير مألوفة و/أو مفاهيم علمية ذات صلة.

    3:          أستطيع الحصول على المعلومات وتقييمها وتوصيلها باستخدام جميع معايير النجاح في سياقات مألوفة.

    2:          أستطيع الحصول على المعلومات وتقييمها وتوصيلها باستخدام بعض معايير النجاح.

    1:           يمكنني الحصول على المعلومات وتقييمها وتوصيلها مع الدعم.

 فوائد التقييم القائم على المهارات

تحديد نقاط القوة والضعف: من خلال تحديد معايير نجاح واضحة لكل مهارة، يمكن للطلاب تحديد نقاط القوة لديهم والمجالات التي تحتاج إلى تحسين. هذه الطريقة تعزز من وعيهم الذاتي وقدرتهم على تحسين أدائهم بناءً على معايير محددة (Zimmerman, 2002).

التكامل مع المناهج الدراسية: التقييم القائم على المهارات لا يقتصر على التوافق مع معايير المحتوى فحسب، بل يعزز أيضًا تطوير المهارات الدائمة ذات الصلة عبر المناهج الدراسية. الطلاب يمكنهم استخدام مقاييس الكفاءة كخرائط طريق للتأمل الذاتي، مما يعزز من الوعي الذاتي والكفاءة الذاتية لديهم (Bransford, Brown, & Cocking, 2000).

 لكي ينجح تطبيق التقييم القائم على المهارات في الفصول الدراسية فإن على المعلمين أن يوفروا شرطين...

المرونة في التقييم: استخدام التقييمات القائم على المهارات يوفر مرونة في التعامل مع التحديات الفردية للطلاب، مما يمكن المعلمين من تقديم الدعم المناسب بناءً على احتياجات الطلاب الفردية (Guskey, 2000).

التطور المستمر: مع مرور الوقت، وعندما تصبح بعض المهارات أسهل لطلابنا، يمكننا زيادة الدقة واستبدال تلك المهارات بمهارات أكثر تعقيدًا. هذه الطريقة تساعد على تطوير الطلاب باستمرار وتجهيزهم بمهارات تعلّم مدى الحياة (Darling-Hammond, 2006).

يمكن أن يؤدي التحول من التقييم القائم على المحتوى إلى التقييم القائم على المهارات إلى تحسين جودة التعليم وتقديم خريطة طريق واضحة للطلاب لتحقيق النجاح. التركيز على المهارات يعزز من قدرة الطلاب على التفوق في مجالات متعددة وتطوير مهارات حياتية دائمة.

 المراجع

1.          Black, P., & Wiliam, D. (2018). Inside the Black Box: Raising Standards Through Classroom Assessment. King’s College London School of Education.

2.          Bransford, J. D., Brown, A. L., & Cocking, R. R. (Eds.). (2000). How People Learn: Brain, Mind, Experience, and School. National Academy Press.

3.          Brookhart, S. M. (2011). Educational Assessment: Principles, Policy and Practice. Pearson.

4.          Darling-Hammond, L. (2006). Powerful Teacher Education: Lessons from Exemplary Programs. Jossey-Bass.

5.          Guskey, T. R. (2000). Evaluating Professional Development. Corwin Press.

6.          Hattie, J. (2018). Visible Learning: Feedback. Routledge.

7.          National Research Council. (2012). A Framework for K-12 Science Education: Practices, Crosscutting Concepts, and Core Ideas. National Academies Press.

8.          Zimmerman, B. J. (2002). Becoming a self-regulated learner: An overview. Theory into Practice, 41(2), 64-70.